سيدتي،
اللهفة تجرّني للكتابة. وخلف سماوات سبع، من الانتظار، أنتظر قدومك. تجلسين كأميرة. تفتحين خبايا ضلوعي، فوق ورق مرئي، وشاشة من زجاج، ثم تقرئينني على مهل..
أنا لا أكتب اليك، ولا أكتب لأحد. الكتابة رزق يأتيه الله من يشاء. الا انه رزق يأكل من الوقت، والتفكير والجهد والصحة، والراحة والترفيه. يأكل من كل شيء فيك، حتى تخال خلاياك حروف ابجدية، تنتزعها منك في كل محاولة كتابة.. ثم تنتظر لعل أحد ما يقرأك.. يشرّفك بحضوره ويقرأك..
وتأتين أنت، فتقرئينني..
يا للحظ الجميل، حينما تقرأك امرأة جميلة.. فتزيد كتاباتك نضارة ووسامة..
المرأة التي تقرأ امرأة جميلة. في الروح باب للجمال لا يُفتح الا بالقراءة. وإذا فتحته المرأة تدفق سحر في كل كيانها.. فتصبح أجمل وأكثر أناقة..
وأنت جميلة، كل الجمال..
سيدتي،
مع الوقت صرت أفكر في ذوقك، وذوق كل قارئة.. صرت أكتب لكن، لعلي أمنح فرصة كتابة الجمال الذي فيكن.. جمال الروح، بعيدا من محرقة الجسد..
سيدتي، يا كل قارئة، مع كل حبي لكُنّ.. بكنّ يستمر وعي الكتابة.. وفكر الكتابة.. بكن تستمر الحياة.
مع تحياتي ايتها الجميلات.
د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي