-->
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

هام بها، فأنجدت قطة غريبة!

تفاصيل دافئة..



استفاق على عجل، كان في حلم فأيقظته! وهي غير معتادة.


نظر في اركان الغرفة، لم يكن فيها سواه.. فابتسم.


نظر في ساعته، انها الثالثة وعشر دقائق صباحا.. ثم سأل: لماذا أيقظته الان بالضبط؟ أبها خطب؟ ام هي في رحلة نوم عميق!


تسلّل الى حاسوبه، نظر من شباك حائطها.. الحائط مضاء.. لم يتيقن هل هي نائمة ام هائمة! تتصفح البوستات، وتتسلق الحيطان الزرقاء في كل مذهب! وظلّ السؤال يخدش فضوله..

 

ثم قرّر ان يكتب شيئا.. أيّ شيء.. أحضر فنجان قوته.. لا رائحة للبن فيها.. 


استقر امام الحاسوب.. الا انه كان مشتت الذهن.. اين هي؟ وهل يجيب على السؤال المرهق.. ام يكتب أي شيء..

لم تخرج منه ولو كلمة واحدة.. سوى سؤال وحيد يصهل: أين هي؟


فجأة سمع مواء في الغرفة المجاورة.. من أين جاء هذا المواء؟ وهو لا يمتلك قطة واحدة، ولا يحب القطط أصلا.. لعله جنّا، بعثته هي، ليستكشف أمره، وماذا يفعل في هذه الليلة الخاوية! ثم يفضحه أمامها! 


توجه بسرعة لمصدر المواء ليكتشف الامر. جرو من القطط الصغيرة، احتبس في الغرفة، بعد ان دخلها خلسة. رغب في الخروج، فلم يتبين الباب، الذي كان مغلقا.. ويبدو بانه ملّ الاحتجاز في غرفة مظلمة لا يعرفها.. وكاد الخوف ان يقطعه.. فتحرّك باحثا عن الخلاص، فاصطدم بعدم معرفته بالطريق...


فتح له الباب الخارجي ليغادر، فاذا بقطة كبيرة ممتدة امام الباب تسترق السمع.. ربما هي والدته تنتظر خلاص وليدها الرهينة.. وقد قضت ليلة طويلة من الانتظار.. خرج القط الصغير مسرعا كأنه نجا، وتبعته امه.. ربما فرحا..


عاد الى حاسوبه.. وكأنه عثر على إجابة لسؤاله لماذا أيقظته في هذا الوقت بالذات، وهي غير معتادة.. لقد أيقظته لينجد القطة الصغيرة الخائفة، حتى تعود الى حضن أمها..


فكتب قصة قصيرة.. تقول " هام بها، فأنجدت قطّة غريبة.. وتركته فريسة للسّؤال والملل.. "


د. محجوب احمد قاهري

طبيب وكاتب تونسي


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

بكل حب

2016