(1)
كلمّا تحدّثنا
اشعر بانّي أمسك بيد القمر،
وألوّح بذراع واثقة للعابرين..
وبعد انتهاء الحديث
اشعر بانّي أقف فوق الماء
فوق ارض رخوة،
فوق سحابة تتدحرج..
وانّي أضع قدمي فوق احتمال،
في أيّ لحظة قد ينكسر
فتسقط جبال أحلامي على رأسي..
وانّي لا أملك منك شيئا
سوى هذا الحديث المبعثر..
(2)
توهّمت بأن أستريح منك
حين تصوّرتُ أنّه بإمكاني التخلّص منك بالنسيان،
وارغامك على الرحيل منّي
بسيوف الانشغال..
فكان اسمك كطفل يقفز فوق مكتبي،
يبعثر اوراقي.. يُلقي بقلمي الرصاص من النافذة
حتى لا أكتب لسواك..
وكان حضورك يسبقني الى مقعدي
ويجلس بدلا منّي..
وكانت ابتسامتك تقبّل فنجان البنّ قبلي
وتذيبني حبّا..
كنت واهما
حين تصوّرت انه بمقدوري نسيانك
فالمرء لا ينسى نفسه!!
د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي