_LI.jpg)
عزيزتي،
لا اعرف ما أقول لك: صباح الخير او مساء الخير.. فكل السّاعات متشابهة، مورقة في حضورك، وعطشى في غيابك.. ولن أسال عن غيمك متى يقع؟
لم أرَ ابتسامتك منذ زمن طويل. هل أنت بخير؟ ام تتحاشين أن اراها، وتخبئينها عنّي كما يخبئ طفل لعبته الغالية؟ لا أطلب شيئا، اريد ان أطمئن عليك.. فحينما لا تبتسمين ينطفئ العالم، كأنّ لا شمس تطلع على فصوله، ويظلّ الليل قابعا ثقيلا..
ولأذكّرك، فليس من حقّك ان تحرمينني من ابتسامتك، فأنا أوّل رجل، على سطح الأرض، اكتشف اختلافها، وسرّها، ودفأها.. كما اكتشف كريستوف كولمب أمريكا، واكتشف اديسون الضوء، واكتشف ماركوني المذياع، واكتشف بيرد التلفاز، واكتشف نوبل الديناميت.. وانا اكتشفت ابتسامتك!
وأتحداك ان تجدي رجلا غيري، يعرف ابتسامتك مثلما اعرفها.. او هي تعرفه أكثر منّي...
ولا يجوز لك أن تحاربي طبيعة الأشياء. تمنعي حمامك من الرقص على إيقاع النبض، وتلقي بحذائك على قطّتك الوديعة وهي تموء فوق شرياني، وتُطفئي مصابيح عينيك وأنا أحاول العبور منها، حتّى ينهشني الظلام.. انّ كلّ حرب ضدّ طبيعة الأشياء خاسرة، لا رابح فيها.. لا أنا ولا أنت.. وطبيعة الأشياء أنّى أحبّك.. وأنك تحتفظين بي في قفصك الصدري.. كعصفور أقصى ما يطير اليه أناملك.. ثم يعود اليك.. وأنا اعتدت ذلك..
هذا كل ما لدي يا عزيزتي، ولن أخبرك عن حالي.. فهذه الأشياء لا تعنيك كثيرا، ولن تغير من مزاجك كثيرا..
فكوني بخير
والى رسالة قادمة
المخلص.
د محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي