(1)
مثل سفينتين، حاولتْ الرّيح ان تُكسرهما،
التقينا على الشاطئ مُتعبين..
(2)
سألتِني: أين كنّا؟
قلتُ: إنّي وصلت،
كان وجهك مدينتي المنشودة
وحينما التقينا اكتملت..
(3)
كنتِ كقصيدة شعر
وكنتُ أقراءك مغمض العينين
فلم يكن حضورك حجريّا،
كان عابرا لجسدي..
كان يسكنني.. ويضيء..
(4)
وكنتُ أسأل،
كيف سأقطف سنابل القمح من عينيك؟
وأقطف الورد الجوري من حدائق الخدّ؟
وكيف أكسو الروح بمعطف ابتسامتك
في شتاء الوحدة؟
وكيف أزرع أطفالنا في ذاكرة الاحداث
فيكبرون على قصّة حبّ كبيرة؟
وكنتِ تبتسمين كساحرة..
(5)
وحينما كنتِ تبتسمين
كانت أناملي تضمّ بعضها شوقا..
ونبضي كأصابع تحرّك مسبحة،
وتكثر من الدّعاء..
وعيناي مشدودتان اليك.. كشالك الاسود..
(6)
ثم أسال: لما نحن الى الآن غريبان!
د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي