(1)
لم يكن بينه وبينها سوى ابتسامتها،
وكان كصاحب أرض ينتظر المطر..
ويتلهف الى أيّة غيمة تمر.. لعلّها تشبه ابتسامتها..
(2)
وكان لها خمس ابتسامات،
ابتسامة للصّور،
وابتسامة لمواقع التّواصل الاجتماعي،
وابتسامة اعجاب بنفسها،
وابتسامات للغريب،
ونادرا، ابتسامة له.. كانت تعرف انّه ينتظر..
(3)
وكان يعرف روح ابتساماتها،
واحدة من القلب
وأخرى للمجاملة..
الأولى، كانت تُجبر أمنياته،
والثانية، كانت تُكسر ضلع خاطره..
(4)
ذات مساء، تحرّرت منه،
أشعلت، عن عمد، نارا في ذاكرتهما..
وأطفأت ضوء حديث طويل كان بينهما..
كان الامر كمن قتل روحا.. وأعدم قلوبا حرقا بالنار..
ضاق المكان،
فالتجأ لابتسامتها، تلك التي كانت من القلب، ليشتكيها،
فأغلقت فضاءها.. كأنها لم تكن...
(5)
من حظّه انّه أخفى إحدى ابتساماتها
في كل زاوية يحتمل ان يكون فيها،
وكان كلما ضاق الصدر يجلس أمامها، ويحدّثها،
ربما تفهم حديثه،
وكان بعد كل حديث.. يبتهج،
ويقول لها: أحبّك..
(6)
حينما يريد أن ينام
يستأذن من ابتسامتها،
يضع كفه اليمنى على خده، يغمض عينيه،
ويحلم أن تجئ ابتسامتها في المنام..
(7)
ابتسامتها عادية للعابرين،
والمعنى الاخر لها
أنها تفاصيل يومه..
د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي