أعاد صمتُ الليل صوتها محمّلا بأسئلة طفلة.. أسئلة كثيرة تواردت الى خاطري معبأة بإحساس عميق على غير ما عهدت!
أتحبّني؟ متى أحببتني؟ كيف تحبّني؟ لماذا تحبني؟ كلها أسئلة ظلّت اجوبتها كنارنج واقف على باب ذكرى..
أتحبّني؟ جُنّ جُنون السؤال وهو يركضُ على صهوة الفضول.. يقطعُ المسافات البعيدة، ويضربُ بأقدام من رغبة جامحة.... أتحبّني؟ صهيل السؤال يؤرقني.. وقلق أنثى يشتّتني..
كيف تتوه أنثى عن خطى قلب يحبّها؟ لا شيء يُخفي الحبّ الا اللاحبّ.. لا شيء يطفئ نور اللهفة الا الملل.. هل بعينِ قلبها رمد؟ او بوجه قلبي غيم وضباب؟
متى أحبَبتني؟ أنسيتِ؟! إني أحببتك من قبل ولادة التاريخ.. وقبل خلق الانسان.. وكنتُ أنا وانت ثنائيا رائعا في ذاكرة الخلق.. إلى ذات صباح، غير عادي، التقيتكُ صُدفة على جبين لقاء.. فقفز حبّك بيننا وأعلن اللقاء..
كيف تُحبّني؟ ينطلقُ سؤالها كسهم في اتجاه فريسة.. ينغرس في اضلعها.. فتظلّ هامدة بين حياة وموت.. وكيف أجيبك؟
بتّ استغربُ كيفُ لا تطلعين كلّما فتحتُ كتابا ولم أرى ابتسامتك فيه خلاصة ما فيه.. واستغرب كيف لا القاك كلما أفتح بابي وأدخل.. واستغرب كيف لا يطلع صوتُك كنبوءة كلّما رنّ هاتفي.. واستغرب كيف لا تخبرني ساعتي بلحظة قدومك كلما ابصرت فيها.. كيف أحبك؟ حقيقة لا أجد جوابا غبيا في مستوى غباء السؤال.. كيف أحبّك؟ انت كل الأشياء التي ترافقني.. وكيف لرفيق أن يسأل رفيقه!
لماذا تحبّني؟ كأنّك تسألين لماذا يعشق الليل القمر؟ ولماذا يظل الصبح ينتظر وجه الشمس ليتأمل ملامحها؟ ولماذا نأكل ونشرب؟ ولماذا نستنشق الهواء؟ ولماذا يظل طفل ينتظر صدر والدة؟ ولماذا تدمع عين كلما مشى على شواطئها ريح؟ إني أحبك لكي تستمر الأرض في الدوران.. ويستمر الوقت في الزحف الى الامام...
ظلّت اسئلتك تراودني طول الوقت.. وظللتُ ادّعي بأنّك المُلهمة..
اشرب وايّاك قهوة الصباح ما بين خطوط قوس قزح..
آخذ بيدك ونمشي على ضلع الريح ولا نسقط..
اغازلك تحت ظلّ ميسم طريّ..
اخطّ كلماتي اليك كخطوط الطول والعرض على خدّ الأرض..
وظللتُ أعتقدُ بأنّك الانثى الوحيدة التّي علّمتني البقاء..
لا تسأليني ايّتها الملهمة.. فهل ومتى وكيف ولماذا أحببت؟ انّها الصدفة.. التّي فتحت طريقا.. وبنت معبدا..
واني ايتها الملهمة بك اصنع الثواني واركب حلمها..
د. محجوب احمد قاهري
جميل ماكتبت دكتور.لكن أين رسائلك هذا العام
ردحذف