![]() |
الاعلامية كريستيان بيسري |
صباح الخير ان قرأتها صباحا
ومساء الخير ان قرأتها مساء
لا اعرف متى ستقرئين رسالتي.. لأنها لا تعْبُر اليك بيد ساعي البريد، فيخبرني بساعة الوصول.. إني اعوّل في الأخير على فضولك كي يقرئني..
لم اعلم يوما، علم اليقين، بأنك قرأت ولو رسالة واحدة من رسائلي.. فقط، كان حدسي يؤكد.. الا أني اعلم، علم اليقين، باني اكتب اليك كإني اكتب لامرأة من الزمن الجميل.. التي ترد على الحب بالحب.. وعلى الصدق بالصدق.. والوفاء بالوفاء..
تذكرتك وانا اقرأ تلك الرسالة المنسوبة الى الإعلامية كريستيان بيسري (من فضائية الحدث) وهي ترد على شاب يمني حاف عار يصبّ العرب على رأسه ورأس اهله الاف القنابل..
كتبت كريستيان لعمر محمد العمودي "قرأت رسالتك فابتسمت مرة وحزنت مرتين.. ابتسمت بفطرة الانثى التي يسرُّها سماع كلمات الغزل والثناء وأن أخفت ذلك.. وحزنت مرتين، مرة عليك، ومرة عليّ.." ..
ثم اضافت " أعرف انكم تحسدون رجالنا على جمالنا، لكنك لم تعرف اننا أيضا نحسد فتياتكم عليكم، وعلى مشاعركم المفعمة بهذا الإحساس المرهف، نحسدكم على كلماتكم الاخاذة التي تلامس قلب الانثى وشغفها.. لكن فتياتكم ربما لا يدركن اهميتكم كما ندرك نحن، ربما تحفظا والأرجح غباء"..
جرّبت كريستيان، بالغة الثراء، كل شيء. سافرت الى كل الدنيا، استوطنت أفخم نزل العالم.. وركبت السماء في أفخم الطائرات.. الا انها عادت تبحث عن مواء قلب مجنون يستوطن خيمة تحت نخلة الحب.. فيستظل.. ويطمئن.. ويسعد.. فلا شيء في الكون يساوي لحظة من عمر قلب مطمئن واقف على ارض ثابتة..
لا اعرف لماذا توقفتُ كثيرا عند هذه الرسالة! واعدت قراءتها مرات.. مع انني كنت أدرك بانها ليست من كلمات الإعلامية كريستيان، وانما هي للشاعر اليمني سلمان القباتلي..
ثمة شيء في الرسالة ذكرني بك.. لعله رغبتك في السفر الى كل الدنيا، وركوب اغرب السيارات في عواصم الكون.. والطيران بلا اجنحة حول العالم. والنوم في اجنحة النجوم الخمس... أقول ربما...
وصرت اسأل، هل انتظرك حتى تعودين الى خيمة الحب بعد عناء الحلم؟ لن انتظرك.. ابدا، لن افعل... فمن ترك النبض راغبا، لن يلقى نبضا لو عاد..
ليست كل النساء يشبهنك انت وكريستيان الراحلة.. ثمة نساء يشبهن كريستيان العائدة.. ونساء اختصرن الضياع.. وبقين كما هن.. صامدات يكفيهن حب شامخ صامد.. حب لا تسقطه رغبات...
والحقيقة انني لن أقدر على تحقيق احلامك. كل احلامك. فقط كنت وعدتك بكل ما امتلك من حب، وراحة بال، واطمئنان، وصدق ووفاء. هذا كل ما امتلك في ارضي الثابتة. وهذه ارصدة لا تتوافق ودفاتر شيكات احلامك.. وليس في صدرك مصرف قد يحولها الى حياة..
احلامنا لا تتشابه. ولا رابط بينهما. لذلك اكتشفت بانه من الصعب أن نلتقي على حافة حلم.. او على شاطئ أمان..
وليس عليك أن تسألي هل تعودين الي.. بل اسألي كيف يمكن أن تردّيني اليك؟
لقد تحوّل الصباح لدي.. لم أعد أنتظرك فيه، وانتظر رسائلك، ولم اعد أفكر في الكتابة اليك..
سيذكرني الفجر بك.. وستذكرني الرسوم على جدراني بحضورك.. وستذكرني حديقة بيتي الصغيرة بك.. وسيذكرني الورد بك.. وسيذكرني سطح مكتبي القديم بك.. حتى النسيان سيذكرني بك..
على فكرة، صرت افتح التلفاز لأبحث على كريستيان.. لا شيء يهم في كريستيان سوى كلمات نسبت اليها... كلمات كانت بحجم الصبح وهو يتنفس في وجه عتمة.. كلمات كانت تقول ثمة أحلام جميلة...
مع تحياتي
والى رسالة قادمة
د. محجوب احمد قاهري