سلامي اليك،
كأننا في كوكبين بعيدين. هي المسافة إذا. ألم نقل يوما، دون ان نلتقي، كان علينا ان نتحدّى لعنة المسافة. تلك التي تتحوّل الى وجع دائم... اعترف لقد فشلنا.. بل اعترف لقد فشلت...
وحدها التفاصيل حاولت، وحاولت ترتيب الأمور.. كانت تنسج بأنامل من حلم، ترتّق جراح المسافة.. تطبّبها.. ثم تعود كأنّها لم تفعل شيئا.. تختلي بي في لحظات عارية من الوهم.. تطبطب على كتفي.. تغمض عينيها، ثم تستسلم للمسافة..
مرّات، رأيتها تعصر دمعها على ارض فراقنا.. وتنتظر رحمة الملح..
لم يبقى سوى قاطرة رسائلي.. كانت تلملم ضفائرها كل ليل.. وترحل اليك كل ليل.. ولا تعود ابدا.. لا اعرف هل ضممتها الى صدرك، وعفّرتها بطيبك؟ هل استقبلتها كزائرة عزيزة؟ هل فتحت لها باب حضورك.. وشربت معها فنجان قهوة، مرتّب على مزاجك.. لست أدرى.
هل انت بخير؟
اعتقد بانك كذلك. وأزعم بانك في غاية السعادة.
اما أنا.. فما عدت أنا.. بعضي لي، وبعضي ليس لي.
بعضي معي.. وبعضي لم يعد معي..
بعضي ساندني.. وبعضي ثار علي...
واعذريني ان تأخرت رسائلي..
فالرسائل لا تهزم المسافة.. هي فقط محاولات للبقاء.
وكوني دائما بخير
د. محجوب احمد قاهري
رسائلي اليك
ردحذف