لم أكن أدرك بأنني حاصرتُ عمري حينما احببتك.. أقفلتُ جميع مساراتي وخياراتي.. ولم يبقى لي سوى طريق، طويل، متعرّج يؤدّي اليك..
وفي الطريق، طلع الصبّار والشيب بين خطاي.. ولم يطلع طيفك..
ابقاني الحبّ.. ولم تُبقي علي..
***
الكتابة أتعبتُها من اجلك.. ملأتُ عينيها بك.. فلم ترى شبح حبيبة سواك، وارض الشعر واسعة..
كبُرت الحروف ولم تعرف أمّا سواك.. وكنتِ أمّا قاسية.. يا لقسوتك !..
ابقاني الحبّ.. ولم تُبقي علي..
***
لم اعد أنتمي للمكان الذي أقيم فيه.. كان عنواني لديك، وانت بلا مكان..
ما أصعب الانتماء للمجهول، فلا انا قيد المكان ولا قيد اللامكان.. وحدها الأحاديث البريئة كانت تدلني عليك.. وتبقيني واقفا فوق كومة من الامل..
ابقاني الحبّ.. ولم تُبقي علي..
***
الزمن في حبّك توقّف ولم يبتدئ بعد.. وخارج كل منطق، فهو لا يزال واقفا في كل مرافئ الدنيا.. تقول كل الاحتمالات بان اول سفنه ستبحر حينما تضئ اقمار عينيك فوق المكان..
يا للاحتمالات! مثلك قاسية..
ابقاني الحبّ.. ولم تُبقي علي..
***
حكايات لم احكها لك.. ما أعظمها..
الحبّ واحة من التمني.. وانت احاديث الواقع..
د. محجوب احمد قاهري