-->
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

رسالتي الأخيرة اليك في 2017..





مساء يليق بك، ويليق بآخر رسالة اليك في 2017

كما تعلمين، لا أملك أوقاتا محددة للكتابة اليك. بعض الاحداث البسيطة قد تكون سببا كبيرا لرسالة اليك، فيها بعض ما أملك، او بعض ما أرى، او بعض ما أتمنى.

اليوم، لبعض الوقت، وقفت على مُلك جرجير. رحل جرجير وبقت آثاره. كأنّ كل حجارة تقول انه كان هنا. وقف هنا، مشى هنا، تجوّل هنا، التقى حبيبته هنا، أمر جنوده من هذا المكان.. نام هنا، وأخذه السهاد ليال هنا.. ورأيت كلمات مكتوبة على الحجارة.. كأنها رسائل جرجير الى حبيبته.. حينئذ، فكّرت في رسائلي اليك.. فكرت بأنني بعد مئة ألف عام، سأدخل النت، وأبحث عن رسائل تائهة، سأجد رسائلي اليك.. ربما لن أجد خطاك في شوارعها، وأزقتها، وحاراتها، وأماكنها الدافئة، ربما لن أجد ظلك واقفا في زمن الانتظار، لكنني سأتذوق طعم حضورك، بنفس المذاق الذي كتبت فيه اليك..

لذلك تذكرت انه لم يبقى لي سوى رسالة واحدة، في هذا العام، اكتبها اليك.. ولا أدري ما قد يحدث بعد ذلك..

لم تكن رسائلي اليك سوى كلمات حب، ولو كانت مغلّفة بالعتاب والضنى. فليس بيني وبينك سوى الحبّ. زرع أحاول أن اسقيه بكل ما أمتلك، عسى أن ينمو بذره. الا ان ساعات الانتظار، كانت كالطفيليات، حاولت نخر كل جذع وكل فرع نبت.. 

وكانت شهور السنة كالفصول المتداخلة. لا وقت للحضور، ولا وقت للغياب. لا وقت للثلج ولا وقت للشمس. 

وكان الخامس عشر من أغسطس خرافيا بكل المقاييس. كان نقشا فوق الخلايا، لا يمحيه حتى صدأ النسيان. في لحظات، التقينا ثم افترقنا الى الابد. هذا اللقاء بثّ روحا لا تموت في حبّ كان لا يرجى منه. المعجزة في هذا، ان الفراق والحبّ أصبحا صديقين الى الابد. يحيا أحدهما بالآخر. 

الخامس العاشر من أغسطس يا حبيبة الروح، أصبح عيدا يتكرر كل يوم. أصبحت السنة يوما واحدا، فيه تمرّ الفصول جميعها، حبلى بأسرارها. يوم واحد، أنت شمسه، وهواؤه، وماؤه، وحلمه.

ثم انقضى كل شيء. كما ينته حلم عند استيقاظ من نوم. كما تنتهي سنة، مثل هذه السنة.

لن تبقى معي غير رسائلي. الكنز الذي سأظل أقرأه، ويقرأه الناس. مثلما قرأت اليوم تاريخ جرجير، وأنا امشي في مملكته.. وأحوال أن أتذكر كل المحطات التاريخية التي خطها بأنامله وفكره وسيفه..

 وسيذكرك الناس، ولن يذكروا كاتبها الا بذكرك.

في كل رسائلي اليك، اذكري لي ثلاث: الإخلاص، الصبر، والوفاء..
وفي كل ما مرّ من دقائق وساعات وايام، اذكري لي ثلاث: الانتظار، والانتظار والانتظار..
وفي كل القادم اذكري لي ثلاث: الحب، والاحترام، والتبجيل..

وأتمنى لك سنوات حبلى بفائض من أمنيات تروق لك...

مع كل حبي.


والى زمن غير الزمن.. 
المخلص



د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

بكل حب

2016