قد يكون شكسبير على حقّ عندما قال " تكلم هامسا عندما تتكلم عن الحبّ"، ولكن ما يجب أن نفعل حينما نكتب؟ وكيف نهمس بالمداد والقلم؟
اننا نكتب الأشياء الجميلة دون قرار منّا، تدفعنا اليها حاجة ما، لا نعرف كنهها، تحملنا على مجالسة الوحدة، والاستجابة لدوافع كامنة، تنهمر كالقطر من فم القلم. ولا نعرف هل هي همس، ام صراخ؟ أم تعبير متجانس ما بين هذا وذاك. فالحب على رأي سيمون دي "تجربة حية لا يعانيها الا من يعيشها".
والحب ليس نمطا، ولا ديناميكا فيزيولوجية على المذهب البافلوفي، يدق القلب وتهفو الروح لنفس الوقائع ونفس الشروط. فالحب جنون على حدّ رأي شكسبير، والجنون هو كل ما كان خارج اطر العقل، غير متوافق مع المنطق. وكل مجنون له استجابة مختلفة، وغير منطقية، وغير متجانسة.
هذا الحب هو ما قالت مدام دوستال "أنانية أثنين". طرف يريد ان يمتلك، وطرف آخر يريد نفس الشئ. تتعارض الحرية مع الانانية، وقليلا ما يتوافق الاثنان. لذلك تشعّ قصص الحب حينما يفترق الحبيبان، لأن الحبّ يظل طائرا حرّا، وتدخل عالم الروتين والصراع والخصومة والبرود كل قصة حب دخلت حيّز التنفيذ بالعيش المشترك.
فالغايات والاهداف والطباع تتعارض عند العيش المشترك. قال بيرون " الحب جزء من وجود الرجل، ولكنه وجود المرأة بأكمله". وقال جان جاك روسو "الرجل يحب ليسعد بالحياة، والمرأة تحيا لتسعد بالحب". النظرة الى الحياة تختلف ما بين الرجل والمرأة، وحينما ينزل الحب أرض الواقع تنهار كل الصور الخيالية التي كان يحملها العشاق.
لست أدرى هل من معنى للهمس عند الكتابة؟ او كيف يكتب الهمس أصلا؟. فالحديث في حالة حبّ خاضع لكيمياء اللغة والصوت، لتفاعلهما، فينتج الهمس بانخفاض في حدّة الصوت مع كلمات حاذقة تلائم حالة الضعف الراهنة. واما الكتابة فهي فعل يبنى في الأخير الى حكم العقل، يصففه، ينظمه، يعيد ترتيبه، لكي لا يعبر في الأخير عن الحالة الحقيقية.
كل هذا يعود لأن الحبّ ليس حالة واحدة. وكل واحد يعشق حسب واقعه، وتكوينه، وظروفه، وثقافته.
فهل أحببت حقا؟ وهل همست يوما؟
د محجوب احمد قاهري
اننا نكتب الأشياء الجميلة دون قرار منّا، تدفعنا اليها حاجة ما، لا نعرف كنهها، تحملنا على مجالسة الوحدة، والاستجابة لدوافع كامنة، تنهمر كالقطر من فم القلم. ولا نعرف هل هي همس، ام صراخ؟ أم تعبير متجانس ما بين هذا وذاك. فالحب على رأي سيمون دي "تجربة حية لا يعانيها الا من يعيشها".
والحب ليس نمطا، ولا ديناميكا فيزيولوجية على المذهب البافلوفي، يدق القلب وتهفو الروح لنفس الوقائع ونفس الشروط. فالحب جنون على حدّ رأي شكسبير، والجنون هو كل ما كان خارج اطر العقل، غير متوافق مع المنطق. وكل مجنون له استجابة مختلفة، وغير منطقية، وغير متجانسة.
هذا الحب هو ما قالت مدام دوستال "أنانية أثنين". طرف يريد ان يمتلك، وطرف آخر يريد نفس الشئ. تتعارض الحرية مع الانانية، وقليلا ما يتوافق الاثنان. لذلك تشعّ قصص الحب حينما يفترق الحبيبان، لأن الحبّ يظل طائرا حرّا، وتدخل عالم الروتين والصراع والخصومة والبرود كل قصة حب دخلت حيّز التنفيذ بالعيش المشترك.
فالغايات والاهداف والطباع تتعارض عند العيش المشترك. قال بيرون " الحب جزء من وجود الرجل، ولكنه وجود المرأة بأكمله". وقال جان جاك روسو "الرجل يحب ليسعد بالحياة، والمرأة تحيا لتسعد بالحب". النظرة الى الحياة تختلف ما بين الرجل والمرأة، وحينما ينزل الحب أرض الواقع تنهار كل الصور الخيالية التي كان يحملها العشاق.
لست أدرى هل من معنى للهمس عند الكتابة؟ او كيف يكتب الهمس أصلا؟. فالحديث في حالة حبّ خاضع لكيمياء اللغة والصوت، لتفاعلهما، فينتج الهمس بانخفاض في حدّة الصوت مع كلمات حاذقة تلائم حالة الضعف الراهنة. واما الكتابة فهي فعل يبنى في الأخير الى حكم العقل، يصففه، ينظمه، يعيد ترتيبه، لكي لا يعبر في الأخير عن الحالة الحقيقية.
كل هذا يعود لأن الحبّ ليس حالة واحدة. وكل واحد يعشق حسب واقعه، وتكوينه، وظروفه، وثقافته.
فهل أحببت حقا؟ وهل همست يوما؟
د محجوب احمد قاهري