رائعتي
كم أحب ان أقول لك يا رائعتي. وانت
فعلا رائعة..
لا.. لا.. لا تقولي إني ابالغ، او
اجامل.. لا تقولي ان هناك ألف امرأة أجمل
منك.. وأفضل منك..
يا لغبائك لو فكرت هكذا..
ان الله يا حبيبتي جعل في روح كل بشر
عين ترى الاجمل والاحلى.. وتختلف عيون الارواح من روح الى أخرى.. لذلك ليس للجمال
معنى واحد، او مقياس واحد.. الجمال هو ذلك التوافق الروحي التي لا يضاهيه توافق..
ولذلك فعين روحي لا ترى سواك يا أروع
البشر.. يا رائعتي..
لم أكن انوي الكتابة اليك.. فانت لا
تقرئين رسائلي.. والحقيقة ان اللواتي قرانا رسائلي اليك.. سألنا عنك. ومن تكونين؟
وبعضهن غزن منك.. واحداهن قالت، حظها، لديها مجنون يكتب لها!
قلت: لم أكن انوي الكتابة اليك.. لكنني
مساء قررت ان احكي لك حكاية المساء..
ربما حكايا الصباح انت تعرفينها.. وربما حدثتك يوما عن أصدقائي "عصافير
الشباك".. وفاءهم لا حد له.. رافقوني منذ مدة طويلة. وكل صباع، عند السابعة،
حين ادخل مكتبي، وافتح الشبك، يستقبلنني بالغناء.. وحديث طويل.. كأنهم يسألونني
عنك.. ويحدثونني عن الليل كيف مرّ..
اما حكاية المساء فكانت عجيبة.. بعد خيبة محكمة لاهاي، وغياب قرار الوقف
الفوري لإطلاق النار على أهلنا في غزة.. استأت كثيرا.. والم بي صداع مقيت.. وودت
لو خاطبتك.. وحدثتك عما يجول بخاطري.. لكني كنت على يقين بانك لن تستمعي الى عمق
حديثي، حتى لو استمعت لظاهره.. المهم.. لن الومك..
اعود لحكاية المساء.. آه.. نسيت ان أقول لك كم احبك..
بعد المساء الحزين الذين سطره قضاة لاهاي.. انتابتني حالة من الضبابية..
والوجوم.. فراغ رهيب حولي.. لا شيء يوحي بالحياة.. انقبض صدري.. ولم اعرف ما
افعل.. ثم فجأة خرجت الى وسط المدينة.. المدينة التي تعرفينها.. اين لا يمكن ان
تجد مكانا سليما.. لا لغو فيه او حديثا في شؤون الناس..
ثم خطر ببالي ان اشتري رواية.. كنت
ابحث عنها.. لدي نسختها الالكترونية.. لكن النسخ الالكترونية ترهقني عند القراءة،
بالرغم إني لم استغني عنها... دخلت المكتبة.. كنت اعرف السيدة التي تملكها..
تعاملت معها سابقا لشراء بعض الكتب.. لم ارها داخل المكتبة.. رأيت السيدة العاملة
اليها.. توجهت اليه وسألتها عنها: "اين فلانة".. نظرت الي باستغراب،
وقالت: من؟ قلت: فلانة..
اعادت مرة اخرى: من فلانة؟ ... وحين
سمعتها تعيد الاسم.. علمت أنى كنت اسالها عنك.. كنت أقول اسمك بدلا من اسمها..
يا له من احراج.. لم أستطع الخروج
منه..
ثم تداركت.. وقلت عفوا فلانة، وسميت
صاحبة المكتبة...
وفجأة دخلت صاحبة المكتبة رحبت بي..
ووعدتني بان يكون كتابي حاضرا يوم الاثنين القادم..
التفت الى العاملة فاذا هي تخبئ
ابتسامتها بيديها...
أ رأيت يا رائعتي ما يحدث معي...بسببك..
المهم، اعرف إنك لا تقرئين رسائلي..
واني اشكر قرائي.. الذي يبثون في
كتاباتي كل الطاقة حتى اواصل الكتابة اليك..
دمت بخير رائعتي.
من المخلص
والى رسالة قادمة
د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي
العام قرب أن ينتهي وماكتبت رسائل آخر العام دكتور محجوب 🌷🌷🥀🌺🌺
ردحذف