مساء الخير..
لا شكّ وأنّك انتظرت طويلا رسالتي الأولى المعلنة في 2019، ولو فضولا.
منذ أشهر لم اكتب شيئا.. كأنّ حضورك والكتابة عدوّان.. لا يلتقيان.. وخفت لو انّي إذا ما كتبت تصير المسافة ما بيني وبينك أبعد..
داومتُ القراءة وقاومتُ قلمي.. عاديتُ فكري واحببتُ فيك قلبي..
وأخيرا كتبت، ليس لانّ الكتابة عوّضت حضورك، ولكن لانّ حضورك كان يحتاج الى ان يكتب.. الى ان يصبح درسا في وعي الانسان.. يصبح نجما شديد الضياء في طريق التائهين..
لا اخفيك فالأحداث رائعة كلما كنت فيها.. وشيء ما عندي كان يتغيّر دون أن أشعر.. ثمّة مساحة أكبر، كسجاد فارسي، في حدائق تفاصيلي ظلّت تكبر..
صرتُ أحدّث الشوكولاتة.. قطعتك التي طلبتها لازالت ترقد بين اوراقي.. وانّي أحدّثها كلّما التقينا.. ولعلّها انتظرتك كثيرا مثلي.. يحكى بانّ النساء اللواتي يحببن الشكولاتة حالمات ومتعبات ومتمرّدات.. ويعشقن الغياب.. وربّما انت واحدة منهنّ.. أليس كذلك؟
وصرتُ أحبّ التراب! وردتان تقفان عند الباب يعترضانني كلّما دخلت او خرجت.. هنّ منك.. يسألانني عنك.. أجيبهنّ بابتسامة، وأقول لهنّ أنك بخير.. ثم أرتّب التراب الواقف تحت اقدامهن.. وأرشّه بالماء.. لتظلّ الفكرة نابتة ويانعة في التراب..
لم أغيّر عادتي التي تكرهينها جدّا.. لازلت استفيق باكرا.. افتح التلفاز بصوت عال.. ثم اقرأ بعض الصحف.. ابتدأ يومي دائما بقراءة آخر الاخبار.. وللأسف، كلّ الاخبار تشير الى انّ العالم ليس بخير.. وانّ العرب شعوب لا زالت خارج التاريخ.. لم أغير هذه العادة.. واعلمي باني لن أغيّرها أبدا..
ولم أغيّر عادتي التي تحبينها جدّا.. قبل أن أغادر الى مكتبي اكتب اليك بانّي أغادر.. وانّ اليوم لن يبتدأ قبل أن تفتحي عينيك.. فلا تتأخري.. وهذه أيضا لن أغيّرها أبدا..
وكما قلت لك ثمّة مساحة أكبر، كسجّاد فارسي، في حدائق تفاصيلي ظلّت تكبر.. مساحة أنت تؤثثينها حتى بالغياب..
تزدحم الكلمات بداخلي.. اريد أن أقول لك شيء..
ولا اطيل عليك.. ستظلّ كتابة الرسائل اليك عملا رائعا..
والى رسالة قادمة
د. محجوب احمد قاهري