-->
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

رسالتي الثامنة اليك في 2018




مساء الخير، ان قرأتها مساء
وصباح الخير، ان قرأتها صباحا


لم أنسى كتابة الرسائل اليك.. فقد كانت 2018 ثقيلة على جسدي، بعض الشيء، فلم تمنحني كاملا ما كان لي.. لأكتب اليك ولو رسالة واحدة...
.
تأخرتُ كثيرا في الكتابة.. اعرف بأنني تأخرت.. مثلما تأخرتِ أنت في الحضور..
فانت حالة استثناء مؤلمة.. فلا انت حاضرة ولا انت غائبة.. لا انت عاشقة ولا انت حاقدة.. لا انت جرح يُشفى منه ولا جرح يُستأصل.. لا انت حقيقة ولا انت حلم.. انت "بين بين"..
و"بين بين" تهتُ انا..
.
كيف حالك؟ هل أنت بخير؟ انني اقولها لك كل يوم.. الا ان قلبك لا يسمع.. كل يوم افتح نافذة الفجر واسألك، هل انت بخير؟ وكل صبح انتظر حضور خطاك في طريق العمر لأعرف بانك بخير.. وكل مساء اكتب اليك، وحينما تقرئين اعرف بانك بخير.. وكلما كنتِ بخير تحركتْ رُكب الساعات، ولو متثاقلة، الى الامام دون ان تنظر الى الخلف..
.
واعذري مزاجي حينما اكتب.. فالكتابة مزاج ووعي به.. والكتابة حقيقة تنكرت في شكل كلمات.. تجد من يمدحها.. وتجد من ينتقدها وتجد من لا يهتم، وهؤلاء هم أكثر الناس.
اما انت فلم تكوني أي واحد منهم.. انت استثناء غريب.. استثناء يأكل من كلمات المديح ولا يلقي حتى بالنوى... استثناء اناني لا يبحث الا عنه.. ويدوس على باقي الدنيا التي تزينت على ورق لأجله...
لم يمارس أحد من قبلك إرهابا على الكلمات مثلما فعلت... نعم لم يفعل أحد قبلك ذلك..
ولولا قرائي الاوفياء... لولاهم......
.
اعذريني وانا اكتب لك هذه الكلمات في آخر أيام 2018.. أودّ بان ألقيها (هذه السنة) من كل ذاكرتي، في سلة النسيان.. وان ابتعد عنها ما استطعت..
واعذريني فأنت، في 2018، واحد من الذين اجبروني على الكتابة "بين بين".. واني اريد الخلاص، ولو كان النسيان ثمنا..
فـ"بين بين" تهتُ أنا..
.
مديننا يا سيدتي أصبحت قاسية مثل مشاعرنا. قاسية جدا. مدينتنا تأكل أبنائنا باسم الحاجة.. وتحرقهم. ولو كان في مدينتنا حبا ما مات أحد منا. فالحب حياة. الا ان مدينتنا قاسية.. مثلك او أكثر...
أول الامس احرق شاب نفسه في قلب المدينة. أبكي كل الدنيا. الا انه مات ورحل. كان ينقص حكايته الحب.. ولو كان الحب حيا في قلبه ما فكر بان يضرم النار في جسده ويموت.. واحترقت بعده المدينة..
ارتعبت، خشيت عليك من فوضى المدينة والعابرين.. سألت عنك كل الوجوه الى ان اطمأننت.. كان يجري في شراييني حبك.. لذلك ارتعبت.. الحب عدو الموت.. وعدو الفقدان..
.
مساء الامس، سألتني جارة عنك.. فقط، كانت تبحث عن اسمك.. يقتلها الفضول..
لم اجبها ومضيت...
ثم فكرت بان اكتب اسمك على جبيني، حتى لا يسألني عنه أحد بعد ذلك.. ولكني خشيت عبقرية غيابك.. وانانيتك.. وغرورك..
لم اجب نفسي ومضيت..
.
لدي حديث كثير.. فهل تمنحينني عمرا كي أقوله لك...
لم يتبقى كثيرا من 2018.. أيام معدودات.. واريدها ان ترحل بكل تفاصيلها الثقيلة والمؤلمة..
ولن اسألك هل ستبقين معي في 2019؟
انا لم اعد اثق بك.. وان بقيت فلا تكوني مثل 2018...

من المخلص اليك

والى رسالة قادمة

د. محجوب احمد قاهري

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

بكل حب

2016