رائعة الفجر

ذات صباح ألهمني حضورك.. ثم أضاعني السؤال.. 

أخذك الجواب مني.. اخذك عنوة، او قدرا، لست أدرى..

أتعرفين ما معنى أن يأخذك الجواب مني.. معناه ان ينتزع اوردتي.. ان يقضم شيئا من روحي.. معناه أن أمشي وانا بعض مني.. مجرد بعض.. وبعضي الآخر لديك.. 

مضت الساعات.. والأيام.. والاشهر.. مضت متشابهات.. بلا طعم.. ولا شيء يمكنه ان يستردني.. بعضي عندك وانت لا تعلمين..

ربما كان بعضي في حقيبة يديك.. او كان في خزانة نسيانك.. 

اعرف أنك لا تذكرين شيئا.. واعرف ان ليس لديك من داع كي تنفضي غبار النسيان من على بعضي.. ولو على سبيل الخطأ..

كان يجب ان ألفّك في باقة ورد وياسمين.. ثم اضعك في خانة النسيان.. 

وجربت معك النسيان.. حقا، واعترف باني جربت معك النسيان.. كنت قاس معك.. شديد القسوة.. فالنسيان عقاب مميت.. الا إني كنت أنسى كل شيء، سوى ان اتفقد نضارتك وسعادتك وابتسامتك.. ان أتأكد بانك بخير..  وكلما بدى لي أنك بخير غمرتني سعادة الكون..

أخطر الأفعال ان نقاتل الواقع بالنسيان.. لا النسيان يفلح.. ولا الواقع يفلح.. فلا عاد بعضي الذي لديك.. ولا ذهب بعضي المتبقي لدي اليك.. وصار البعض متاهة..

ثم كان للقدر ترتيبا آخر.. لا اعرف لما اعادك الي.. ولا كيف صوّر لك طريق العود فعدتِ.. 

لم أطرح أسئلة.. صرت أخشى الأجوبة.. الأجوبة اضاعتك مني.. ولا اريد ضياعك مرة أخرى.. 

كان احتفائي بك باردا.. خشيت، أيضا، ان يكون عودك حدثا عابرا.. او عود امرأة أحست بالملل والضجر.. فجاءت لتجلس عل كرسي شاعر.. ثم تمضي بعد هدوء العواصف من حولها.. 

او عود امرأة تعثرت أناملها ببعض كلماتي في ادراج نسيانها.. فركبت صهيل الفضول وجاءتني..

لست أدري لماذا عدتِ؟ وكيف رتب القدر عودك، ولماذا؟..

صرت اسأل هل عاد بعضي الي؟.. ولا اريد أجوبة آنية.. هذه المرة سأسمح للقدر بأن يكتب اجابته بحروف كبيرة.. كبيرة جدا..

وساترك لك حرية تأثيث واقعنا.. ها أنا، افتح لك كل الأبواب.. فادخليها بسلام..

فقط لا اريد سوى الصدق.. 

ولا اخفيك سعادتي.. ونحن معا..

كان شيء ما ينقصني.. وذات فجر اكتملت بك..

وكنت رائعة الفجر..

د. محجوب احمد قاهري