كدتُ أن أغرق في
فنجاني،
دوار أصابني حين حرّكت
ملعقة السكّر
قد رأيتك واقفة في
قاع الفنجان !!
في يدك اليمنى
محفظةُ يدٍ حمراء،
وفي اليسرى كتاب
أزرق بلا عنوان
ورأيت شالك الأحمر
مزروعا على وجنتيك
كغابة من شقائق
النعمان..
وأنت واقفة على
الرصيف الذي بنيناه معا،
بنيناه بأحزانك
وأحزاني
ولست أدري هل
تنتظرين قدومي
أم تسألين على
عنواني !!
يا غائبة كلّ
الدهر
انّي ما عدت أسكن
الأرصفة بعدك،
فما جاء بك بعد
طول أزمان؟
أو صرت مثلي عاشقة
للكتب؟
تقرئين الشعر وبعض
من هذياني،
تستمتعين بناري
ودخاني،
إنني بعد رحيلك آمنت بالحرائق
أصنعها في دمي وفي
شرياني..
مالي لا أصدق ما أرى، ويضيق صدري !!
انّي لازلت أحرّك
السكّر
وأكاد أن اغرق في
فنجاني..