كانت الشمس تشرق
من الغرب
ولم أكن بهذي
المعجزات مبهورا
كنت واثقا منك
مؤمنا بك
أقيم لك الحفلات
في دمي
أضئ لأجلك شموعا...
وأحرق بخورا..
حتى الكتابة، في
حضرتك، لم تكن عبئا،
الحروف، كالراقصات
في أوبرا
الكلمات، كأجمل
الصبايا في موكب عرس
وأنا، كالمتنبي
أحوّل الأعراس إلى
معارك
أبارز الموت فيها
بقصائدي ولا أهرب
أستلّ في وجوه
الحاضرين كلّ قواميس العرب
وأكتب شعرا..
وكأنّي لم أكتب
فالشعر في عهدك
كان التزاما...
كان بطولة و تدبيرا..
عندما كنت تعيشين
يا فلورا
أحببت الفقراء
حملت حزنهم في
حقائبي أينما رحلتْ
حاولت أن اشرح بعض
معاناتهم
للريح.. للمطر.. ولعينيك
بعدك.. جاء الشيب
باكرا
وتعبت،
حتى الفقراء رحلوا
وبقى معي الحزن..
عندما كنت تعيشين
يا فلورا
لم أكن احلم كثيرا
كنت أعيش يومي
اقرأ جرائد الصباح
وأنا اشرب قهوتي
أقول لك مديحا
رائقا وأنا احمل محفظتي
أودعك بعذب الكلام
وأنا أغلق الباب،
وعند المساء كنت
اكتب لك خواطر وشعرا
وآخذ درسي اليومي
منك،
ساعة أو ساعتين،
حينما أكون في
حضرة الأميرة
أصبح تلميذا نجيبا
اشق أراض.. واقطع
بحورا
والآن، لم يعد
هناك شيئ ممكن
فحضورك كان احلي
حضورا
وأرقى حضورا..
وأسمي حضورا
وحينما كانت الشمس
تشرق من الغرب
لم أكن بهذي
المعجزات مبهورا.
فلورا*: فلورانس
د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي