اسخف ما ستقرئينه لي ما دمت هنا هو رسالتي هذه .. لسبب وحيد ستعرفينه في اخر الرسالة..
يا...
رفيقة الفكرة
وسيدة الرؤية
واميرة الحضور
،ورائعة الظهور
لا شيء لي في الامر. يحدث
ما يحدث دون اذن مني. يبدو انك الحائرة في منفى الذاكرة، لا تعبرين الي الا في شقوق التمني. تزرعين ثقلك في مكامن الصدر، كجبل يحط على ضلع سنبلة ولا يبالي.. وترحلين كما يرحل قمر خائف من غيمات مارة..
كثير هذا الذي اريد ان اقوله لك.. وتعرفين اني لا اقول شيئا لسواك .. تقرئينه الان او بعد عمر ، سيان الامر عندي ما دمت واقفة مثل ضباب..
تختفين مثل الضباب .. وتظهرين مثل الضباب...
صدقيني لا املك من الامر شيئا .. انت من يشعل الحرائق.. ويضيء الشموع، ويطفىء الشمس، ويفتح مدفأة القمر...
وانت من يخلط الفصول جميعها، فتمسك الغيمة بيد الشمس، ويسند ذراع القمر كتف نجمة بيضاء، وتغسل المطر وجه سنبلة كبرت منذ حين...
انت من يحرك المشاهد كلها... ولا يرتجف لك نبض..
لم انس ان اكتب اليك.. تاخرت كثيرا.. كثيرا . وربما ظننتِ انني انتهيت.. ولم يبق في مفاصل روحي رغبة وفي شراييني لك الف بيت..
ربما ظننتِ ولم تسالي هل انتهيت!
ولكني، في الحقيقة، تهت.. حينما "قلتِ ذات مساء "اني تذكرت وبكيت!
وماذا تفعل خيول قلبي، ولا تعرف من اين تأتيك، وعادات القبيلة تكسر كل قلب.. وتسكت كل صوت.. عادات القبيلة لا تنشر بيننا سوى رائحة الموت...
فلا الخيول خيولي جاءتك . ولا انت اشعلت عتمة الوقت ...
وكم هزمتني دمعة اتقدت من عينين رائعتين.. فيهما نامت كل غابات الدنيا ، و شمس الهوى اشرقت...
صدقيني لا املك من الامر شيئا.. واسالي تلك الطفلة التي تختبىء خلف عينيك!
كثير ما اريد ان اقوله لك يا مهجة الروح.. فالارض متعبة جدا، مثلي تماما...
والعرب ليسوا كما اعتقدت!
والناس مجرد دمى..
والمال بندقية ضحاياها كل يوم
والطيبون تذكير باشياء جميلة نادرة قد تحدث مرة!
والحب عابر سبيل يزعج الواقع واصحاب الواقع!
وانت منفاي الاخير..
وكل ما اشتهيه ان لا يعيش المنفي في منفاه منفيا!
ولعلك تنتظرين لتعرفي لماذا هذه اسخف كلماتي لك..
لثلاثة اسباب، الاول انني لا اعرف متى ستقرئين رسالتي..
والثاني، انك ستنتظرين ان اقول لك احبك، ولم تنتبهي بان كل ما كتبته لك هو خلاصة الحب.. حينما لا يقول المرء ما يريد الا لشخص واحد، ذاك هو الحب..
والثالث، انني سوف لن انتظر ردا منك على هذه الرسالة.. لعلها كمن يسكب الحبر في الماء... يتغير لونه، لبعض الوقت ثم يعود كما كان...
مع تحياتي
المخلص لك
د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي
رسالة رائعة دكتور محجوب 🌷🌷🌻
ردحذفكل الشكر
حذف