-->
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

رسائلي اليك: الرسالة التاسعة في 2023

 


عزيزتي

تأخرت رسالتي عن موعدها كثيرا. ولست أدرى هل انا من طال به الانتظار ام انت؟ انا انتظر وقوفك امام ساعي البريد لتتسلمي رسالتي.. وانت تنتظرين رسالتي الموالية.. ولم يحدث هذا او ذاك طول هذا الوقت.. كل ما حدث ان أصبح الوقت مرضا عضال.. ينهش اعمارنا بصمت.. وكان بإمكاننا ان نحيا.. لو أنك قرات رسالتي.. وانا لن اتوانى في ان أقيم الافراح لهذا الحدث... واكتب لك.. ولم تفعلي.. ولم يحدث ان اخبرتني بايّ طريق انت ذاهبة...

 

لا اخفيك، كل الفترة الفارطة، كنت احتاج وقوفك الى جانبي. وقوفك، فقط، ولو صمتا، كان سيحدث فارقا فيما كنتُ فيه. فبالرغم من كل هذا العالم من حولي، الا ان حضورك وحده كان قادرا على ملأ المكان. ولم تحضري.. لا اعرف، هل فعلتِ ذلك عن قصد، او عن غير قصد.. المشكل أنى تعودت غيابك.. ولم اعد ادرجك في تفاصيلي كما كنت.. يكفيني منك كل هذا الخذلان..

 

لا أحد يرغم احدا على البقاء. البقاء مطلب روح. البقاء لا يحتاج رخصة، كتلميذ يطلب الحضور في الفصل. البقاء تعلّق ورغبة. ولم يعد لديك الكثير من ذلك... فانت الان، لدي، نصف غريبة.. ونصف زائرة.. وبالرغم من أني تمسكت بتلابيب روحك كثيرا.. وحاولت ان ابقيك.. ولا أحد يرغم أحدا على البقاء... الا إنك حملت روحك بعيدا.. فلم تعد تشبه أول مرة...

 

البدايات لا تشبه النهايات.. أتذكرين اول مرة.. لم نكن نحتاج أي شيء يعرّفنا ببعضنا.. كأننا ماسكين ذراع بذراع منذ آلاف السنين.. ولم تقف الكلمة خجلة في افواهنا، لم نختر المفردات التي تليق بوضع الغرباء.. كنا متماهين.. والان اين أنت؟ إنك تقايضين مشاعري بأنانية مفرطة.. كأنك حضرت لتصفية حساب.. او لثأر قديم.. ولم يكن بيننا ما يدعو الى هذه الحرب من جانب واحد.. كان بإمكانك الرحيل، وان تعلني قرار رحيلك بشجاعة حضورك اول مرة.. لم أكن اعرف أنك بكل هذا السوء..

 

عزيزتي الرائعة، ليس أسوأ من طرق أبواب لإيذاء أهلها..  ولا أسوأ من الضرر بأرواح كانت جميلة.. ولا أسوأ من ابتزاز قلوب تعلقت بصدق.. فلم يكن القدوم ضروريا، ولم يكن الايذاء حقا، لان من جئت اليه كان يحملك في قلب لم ير أجمل منك، وأحلى منك، واروع منك.. بكل ما انت عليه.. لكنك أخطأت.. أخطاء.

 

ومع كل ذلك، إني اشتاق اليك في كل التفاصيل.. وادعو اليك في كل صلاة.. ادعوا بان أشفى منك..

 

عزيزتي لن اطيل عليك

كل حبي ومودتي

وانتظري رسالتي القادمة. ان كان لديك متسع من الوقت..

ورجاء ان تحافظي على ابتسامتك كما وعدتني.. وارعها كرعاية عصفور صغير لا يعرف احد سواي.. اني احبها مثلما احبك...

 

المخلص لك

 

د محجوب احمد قاهري

كاتب وطبيب تونسي


التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

بكل حب

2016