توأم روحي،
يصادف تاريخ رسالتي السادسة اليك اول أيام سنة 1440 (1 محرم).. لعله طالع خير، فأهاجر اليك وتهاجرين الي...
انا لا ابرمج أوقات كتابة رسائلي.. هي تبرمج ذاتها ثم تكتب نفسها بأناملي..
الا ان تفاصيل انتظاري اليك كانت حبلى بالكثير من الاحداث والضجيج.. اهم هذي الاحداث إني انتظرتك..
ليلا، طالت الساعات ولم يهلّ قمرك.. فاكتسحت الظلمة كل اركان كوني.. توقعت ان تحملك اليّ اية عبارة، او كلمة مرفقة في عنق او ساق حمام زاجل.. جاء الحمام من كل صوب.. كل الحمام.. الا منك..
صباحا، وقبل قدوم الساعات البينات.. توقعت أيضا، ان اعثر على اثار خطاك.. خطوات كثيرة كانت تملأ عين جداري.. الا خطاك انت..
قلت لقلبي.. ليست مهمة توقعاتك.. ما اهم منها.. انها هي تسكنك.. هي نبضك وروحك.. هي سندك وقلبك.. هي مرفأك وحرفك..
ألم تذكرك ولم تكن تنتظرها.. لقد فعلت.. انه قلبها الذهبي الذي لا ينسى مطلقا.. لقد اسعدتني بذاكرتها.. في لحظات خاطفة.. الا انها اسعدتني..
لعلها تنتقم منك وانت تنأى بنفسك عنها.. وتبني ما بينك وبينها ألف جدار!
ولكن.. انّ لقلبها وجع قديم.. وأخشى ان احشر حضوري في صندوق أوجاعها! فنشقى الاثنين!
كلما طال نسيانها، فرحت، لأني متيقن بان قلبها بخير..
ذاكرتها لا تحيا الا حينما يداهمها الوجع..
كان حديثي مع قلبي طويلا جدا.. وممتعا جدا لأنك أنت موضوعه..
الا ان كتاب "ادولف هتلر، الرجل الذي أراد عمليا احتلال العالم" أخذني منك.. او من عناء التفكير فيك..
الواقع يمتلكه الأقوياء.. الا الحب لا يمتلكه الا الصادقين..
وقد خسر هتلر كل الواقع.. حتى حبيبته "ايفا براون" انتحرت بجواره، كما تنتحر كل قضية خاسرة..
قد تسألين الى حد الان، لماذا اكتب لك الان؟
اني اكتب لك، فقط، لأقول لك.. كل عام وانت بخير..
ولأجلي كوني دائما بخير..
والى رسالة قادمة
د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي