من الشرق، يُقبِل الليل على مهل،
ومن الغرب، تختفي الشمس وراء غيمة.. كعذراء يسرقها الخجل
لا زلتُ أقرأ فنجان قهوتي
وطعم البنّ يحدثني عنك..
والجريدة في يدي بلا أخبار.. ولا عناوين..
يقتلني معها الملل،
فأينك أنتِ؟
كل ثانية، تمرّ بي، ولا تغتسل في مياه عينيك، خارجة عن الوقت..
وما افعل بالوقت الذي لا يصلّي في عينيك ولا يغتسل! ..
مرّ 'عم أحمد'، يركب صهوة التسعين حولا،
حرّك عمامته، اضاء وجهه المدوّر، وقال
ألم يمضي بك الوقت يا بني، سدى؟ ألم يشرق في عينيك، بعد، الامل؟
عم أحمد رجل صالح،
قبل ان يمضي.. دسّ في يدي صفصافة ووردة.. وغيمة..
وأوصاني بك..
النادل ينادي: صبرا أنا قادم..
وأنا صابر،
وعيني على الشرق.. تنتظر الليل، وهو، على مهل، يُقبل
فمتى يصل؟
الليل يجيء بك دائما.. كم أحبّ الليل حينما يصل..
د. محجوب احمد قاهري
طبيب وكاتب تونسي