الخبر:
عمال ونقابات معمل
الحلفاء يطالبون سلطة الأشراف بتغيير الرئيس المدير العام.
والخبر الثاني
(حسب ما وردنا): سلطة الأشراف وافقت على الطلب بعد إن استحال طلب الهدنة، وسيقع
تغيير المدير في الأيام القليلة القادمة.
التعليق:
المضحك في الموضوع إن "معمل الحلفاء" "مقيّد فلسة" منذ سنوات، والعمال يتقاضون أجورهم بدون تأخير. وحسب بعض المعلومات فقد تعهدت الوزارة بضخ 21 مليار لفائدة
المعمل. وقد علّق لي أحد العارفين بأن هذا المبلغ سيختفي في أجل اقصاه "ثلاثة
أشهر"، لسبب وحيد ان المنظومة القائمة وجملة العلاقات القائمة بين الرؤساء
والمرؤوسين والنقابات لا تسمح بالحفاظ على المال العمومي.
وترجع مأساة معمل الحلفاء إلى سنوات خلت.
إلى آواخر الثمانينات كان معمل الحلفاء قطبا صناعيا مهما بالجهة، وأذكر شخصيا
بانه عند خروج العمال منه، كان يقف حراس المعمل بوسط الطريق الرئيسية، حيث تتعطل
حركة السير لأكثر من ثلث الساعة. وكان مصدر رزق لأكثر من 1500 عائلة.
ومع مرور الوقت، وقدوم مدير من أبناء الجهة، تحوّل المعمل إلى مزرعة عائلية،
وتمّ طرد الكثير من عمال المعمل الذين لا يعطون الولاء لحضرة المدير، أو لا ينتمون إلى عرشه الكبير.
ثمّ بعد ذلك، توالى المدراء، كما عملت بعض الأيادي على تقسيم المعمل إلى
مجموعة وحدات، ثمّ التفويت فيها، فأفلست جميعها.
المضحك في الموضوع بانه بعد الثورة شهد المعمل عشرات الإضرابات للمطالبة
بالزيادة في الأجور، والمنح، كما تم انتداب العشرات من العملة، لا تتفق وامكانية المعمل او مع وضعه الحقيقي وهو متوقف عن العمل ولا ينتج شيئا، وقد تورّط في هذا نشطاء
من المجتمع المدني ومن الساسة.
والشئ المضحك الثاني، هو التدافع حول المدير الحالي لأكثر من السنتين، فقد كان المعمل مقسوما إلى طرفين، جماعة "مع" و جماعة "ضد". إذا طالب هؤلاء بخروجه،
طالب الآخرون ببقاءه، ويتصاعد الأمر إلى أن تصل رائحته إلى تونس العاصمة، ثم تهدأ
الأمور، ليعود الحراك في أوقات محددة.
هذه المرّة اتفق الجميع. فمالسر يا ترى؟
هل هو ال 21 مليار القادمة؟ أو مدير جديد من أبناء المعمل قدر على توحيد
الصفوف للظفر بالمكان؟ أخبار كثيرة تروج، وأسماء كثيرة تتداول ضمن هذه الأحداث.
المعمل لا يصلحُه تغيير مدير أو حتى ألف مدير. المعمل يحاج الى تغيير كل
منظومته. وإعادة النظر في كفاءة موارده البشرية. ومراقبة العمال مراقبة
صارمة. وأشياء كثيرة اخرى، أهمها النأي
بالمعمل عن "العروشية" و "السياسة".. ومن لا يصدق فليسأل...
المهم بان المعمل والمدير في خبر كان.. والجماعة يتقاتلون على منحة زائدة.
وكل تحياتي إلى شرفاء المعمل، والذين هم كثر.
د. محجوب احمد قاهري