-->
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

للحرّية وقع على قلبي...



وانا اتجول في احد الاسواق، سمعت ما لم اكن لأصدقه،


احد الباعة يحدّث رفيقه بصوت عال جهوري وواضح قائلا "نعم انا نهضاري لحما ودما، وأتشرف بان أحدثكم عن برنامج حركتنا" والأخرون يستمعون وهو يتحدّث بكل ثقة واعتزاز...


استغربت الأمر، واتخذت مكانا قصياّ، لأرى الصورة كاملة، وخاصة كم من "رجل أمن" في الميدان، وكم من خائن سيحفظ عن ظهر قلب ما يقول الرجل، ليكتب بعد ذلك تقريره السرّي الى "غرف المخابرات الحزبية" التي أذلّت ابناء تونس.


كان تصرّفي هكذا، لأنّ ذاكرتي عادت سريعا الى اواخر الثمانينيات وبداية التسعينات وما بعدها، حينما كان ذكر "الله" جريمة، ودخول المسجد "ارهابا"، والأنتماء الى "النهضة" او الأتجاه الأسلامي قبله ادانة لا ريب فيها وحكمها جاهز...


تذكرت الأيام التي هجرنا فيها المساجد حتى لا نتحوّل الى وقود في معركة من طرف واحد، وصرنا نصلّي خفية، حتى اننا اصبحنا نجتهد بان لا يعرف احد باننا نؤدي واجبنا الديني...


مع اننا كنا نحدث ثقوبا صغيرة هنا وهناك في جدار الحرية الا ان لا شئ كان يكفي... فوشاية واحدة او ادعاء واحد كاف بتحطيم الأنسان...


اليوم، وليس الأمر متعلق بالنهضة، ولكن بذلك المحضور وبتلك الحرية المقهورة... فقد اصبح الرجل يتحدث عن النهضة بصوت عال دون خوف او تردد... انها الحرّية يا سيّدي... وطعمها الجميل...


وهذا من ابسط ما جاءت به الثورة الى الشعب التونسي... الحرية للجميع... اننا فقط نحتاج الى احترام الحرية والحفاظ عليها لكي لا تضيع... ولا نضيع مرة اخرى كشعب تونسي...


فتونس ملك للجميع... دون استثناء، ولا وصاية لأحد على آخر.

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

بكل حب

2016